نال مجبر العظام الشعبي ثقة الناس في المجتمعات العربية ، فهو الذي يجبر الكسور، ويصنع الدواء للعظام المكسورة أو المفصل المخلوع، لديه معرفة وخبرة في العظام .
ويعود ذلك بالطبع إلى عوامل متعددة، منها اعتماد المجبر الشعبي كثيراً على خبرته الشخصية وتجاربه الخاصة، في إعادة العظم المكسور إلى وضعه الطبيعي، قبل ربطه وتثبيته، مما يساعد على سرعة جبر ، وممن برع في تلك المهنة الحاج " عبد الفتاح احمد اسماعيل ابو شريف " وشهرته " أبو شريف " فمن هو ؟
مولده ونشأته
هو رجل العسيرات الذي ذاع صيته في كافة أرجاء الصعيد نابغة عصره في علاج العظام لقب ب "ابو شريف " ولد في عام 1936م بالرشايدة التابعة لأولاد جبارة مديرية جرجا قديمة "سوهاج " حاليا ،التحق بالأزهر الشريف ولكن سرعان ما ترك التعليم حبا في مهنة أبيه وجده تلك المهنة العظيمة و هي مهنة "التجبير" والتي هي هبة من الله عز وجل منحها الله لجده ثم أبيه ثم هو لكي يكون خادما لعباد الله لكي يوفر عليهم الجهد والمال عام 1950م بدأ مسيرته في علاج الناس .
براعته
برع "ابوشريف " في تجبير الكسور في فترة من الزمان كان تخصص طب العظام قليل وكانت الظروف المادية لبعض الناس لا تسمح بمصاريف العلاج والاطباء فكان "أبو شريف " هو الهبة من الله لمثل هؤلاء الشريحة من المجتمع وليس ذلك فحسب بل فاق بخبرته وبما وهبه الله له من قدرة غريبة على إرجاع العظام في موضعها بدون تدخل جراحي وتركيب شرائح ومسامير وبدون البقاء في المستشفيات والعيادات الخاصة فترات من الزمن يفقد فيها المريض وقته وماله انها قدرة عجيبة وحس غريب على علاج المرضى بدون تدخل جراحي الأمر الذي جعل المرضى غنيهم وفقيرهم يأتون اليه من كل حدب وصوب من البلاد جنوبا وشمالا قنا وبرديس والبلينا والغابات وغيرها حيث كان الناس ينتظرونه في مكان معين يذهب اليهم و يقوم بعلاجهم انه رجل العظام الاول في عهده بشهاده الناس كان بيته مفتوحا لكافة الفئات كبيرا وصغيرا غنى و فقير ا لم يفرق بين احد من هؤلاء الناس كان الناس ياتون اليه من كل مكان قدموا حبا فيه.
مواقف تدل على براعته
حدث في فترة من الزمن حادث لأحد الأشخاص حيث قام "جرار زراعي" بدهس ساقيه وقرر الأطباء أنه لابد من بتر ساقيه وهذا قرار نهائي لا رجعة فيه وأثناء زيارة "ابوشريف" له بالمستشفى لكي يطمئن عليه كغيره من أهل البلدة وبعد ان اطمئن عليه جلس بجواره وقال له حرك اصابعك فحركهم وهنا بخبرته علم ان الاوتار مازالت سليمة فقال له " عندك استعداد لخوض المعركة دي" قال يا حاج " سوف يقطعون النهارده" فقال له عندك استعداد ولا لا اجابه المريض قائلا "ماشى" وبالفعل وحمله الى بيته وظل الحاج عبد الفتاح رحمه الله يأتي اليه كل صباح يجمع لحم ساقيه جمعا ومرت شهور حتى التأمت جراحه و قام بتجبير ساقيه وبعد فتره جاء ميعاد فك الجبس اجتمع الناس بالدوار لكي يرو هذا الرجل الذي كاد أن تقطع ساقيه هل سيقوم ويعود يمشي مرة اخرى ام ان هذا التعب طوال هذه الشهور أصبح هباء منثورا تم سنده و اوقفه على كرسي من الخشب والناس ينظرون إليه وقال له "امشي" فقال "سأقع يا حج" لن أستطيع قال له "أبو شريف" ليس بك شيء فامشي وبالفعل أزيل هذا الكرسي من أمامه ومشى بفضل الله وسط ذهول الناس كلها وضج المكان بالفرح والسرور لهذا الموقف العظيم وظل هذا الرجل يمشي على قدميه سنوات إلى أن مات وكثير وكثير من الحالات الصعبة التى يصعب على الأطباء .
فعله للخير
كان له باع كبير فى فعل الخيرات فقد بنى مسجداً بالرشايدة كما تبرع ايضا الحاج "عبد الفتاح أبو شريف" هو واخوه "الشيخ ابوالفتوح ابوشريف" رحمهما الله بقطعة أرض تحت الإنشاء حاليا لبناء معهد فتيات الإمام مالك بالرشايده.
ذريته وأحفاده
أنجب من الأبناء أحمد عبد الفتاح ابو شريف وهو في العشرين من عمره وعندما أحس بقدوم اجله خاف ان تقف هذه المهنة عنده فقام بتدريب وتعليم ابن أخيه الحاج " احمد ابو الفتوح ابو شريف " لكي يكمل المسيرة بعده ولكي لا تقف عنده .
وفاته
في عام 2006م وافته المنية بعد أن قدم الكثير من الخدمات لأهل العسيرات خاصة ومحافظات الصعيد عامه رحمه الله وجعل هذه الأعمال كلها في ميزان حسناته.
للاطلاع على سيرة المرحوم :الحاج عبد الفتاح احمد اسماعيل ابوشريف كاملة وصور نادرة من حياته بالكتاب يرجى التواصل مع المؤلف بالاتصال على هذا الرقم 01021269038-01282505553
جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة ، ولا يحق لأى دار نشـــر او اى شخص ، طبع ونشر وتوزيع الماده او نقلها الكترونيا الا بموافـقة كتابية وموثـقة من المـــؤرخ حتى لا يتعرض للمسائلة القانونية .
تعليقات
إرسال تعليق
رجاء كتابة البيانات الصحيحة حتى يتسنى لنا نشر تعليقكم