القائمة الرئيسية

الصفحات

اخر الاخبار

الشيخ عكاشة عبداللطيف أحمد راشد نصار من كتاب شخصيات العسيرات الجزء الاول



علم بارز من أعلام الدعوة الإسلامية بمحافظة سوهاج وإمام فرض نفسه وحفر لها في ذاكرة تاريخ العسيرات مكانا بارزا. 

مولده

ولد الشيخ عكاشة في قرية الرشايدة التابعة لمركز العسيرات عام 1931م ميلادية وهو اصغر اخوته (احمد- عائشة- عكاشة) وبالرغم من وفاة والده فى سن مبكرة إلا أن والدته اهتمت بتعليمه فقد ألحقه بكتاب القرية حيث تعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم وعندما بلغ السن اللازم التحق بمعهد بلصفورة الأزهري الذي كان رمزا من رموز التنوير في الصعيد في ذلك الوقت.

أظهر الشيخ نبوغا في حفظه للشعر والمأثور من القول والتحصيل الدراسي حيث حصل على شهادة الابتدائية الأزهرية عام 1947 بتفوق حيث كان ترتيبه 47 على مستوى القطر المصري. ثم استكمل تعليمه الثانوي والجامعي بالأزهر الشريف حتى حصل على شهادة العالمية عام 1958.

مسيرة الشيخ الوظيفية



بدأ الشيخ عكاشة مسيرته الوظيفية بالعمل واعظا بقرية "عنيبة" بالنوبة ثم واعظا لمركز "أخميم" .


ثم واعظا لمركز "المنشاه" والتي استقر بها حتى سافر مبعوثا للأزهر الشريف الى دولة " ليبيا" ضمن بعثات الأزهر الشريف التي كان يرسلها لكافة أقطار الأرض لتعليم الدين الإسلامي وذلك في عام 1967م. 

انتقل الشيخ عكاشه بين قرى ومدن الغرب الليبي حتى استقر بالعاصمة طرابلس إماما وخطيبا لمسجد مولاي محمد وهو المسجد الرئيسي بالعاصمة الليبية طرابلس والذي كانت الإذاعة الليبية تنقل منه صلاة الجمعة. 

وقد صادف ان الشيخ عكاشة ألقى خطبة الجمعة عن تفسير سورة النحل عند قول الله تعالى على لسان بلقيس ملكة سبأ" قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ۖ وكذلك يَفْعَلُونَ " .

فتحدث الشيخ عن فساد الملوك والحكام وقد كانت هذه الخطبة قبيل قيام ثورة الفاتح من سبتمبر 1969 فطلب مجلس قيادة الثورة الليبية حضوره لمجلس قيادة الثورة ليتم تعيينه مسئول الشئون الدينية بالتوجيه المعنوي للقوات المسلحة الليبية حيث كان له لقاء أسبوعي مع ضباط القوات المسلحة الليبية وكذلك درس أسبوعي للمساجين فى سجون العاصمة كما كان يذاع له حديث صباحى يومي في الإذاعة الليبية.


صورة للشيخ عكاشة مع فضيلة المرحوم الشيخ يونس عبيد وابنه جمال عكاشة فى دولة ليبيا


وقد كان للشيخ أيضا خلال فترة إقامته بليبيا مقالة شهرية في مجلة منار الإسلام الليبية اضافة الى مقالات متفرقة بمجلة الأزهر الشريف ومجلات منبر الإسلام والوعي الإسلامي. 

وعندما ساءت العلاقات بين مصر وليبيا خلال فترة حكم الرئيس السادات وصدر قرار بسحب جميع العاملين المصريين من ليبيا أصر فضيلته على العودة الى الوطن بالرغم من كل المغريات التي عرضت عليه بما فيها حصوله على الجنسية الليبية. 

بعد عودته إلى مصر عمل فضيلته واعظا ومفتشا للوعظ بمحافظات سوهاج وقنا وأسوان ومديرا للوعظ بمحافظة قنا. 

وقد امتاز رحمه الله بفصاحته وبلاغته وثقافته وأسلوبه الخطابي الذي يناسب جميع المستويات والثقافات مما جعل محبيه يتبعونه من منبر إلى منبر. 


وقد كان للشيخ عكاشة أسلوب مميز في جذب انتباه المتلقين لدروسه ومن أهم المواقف التي تحكى عنه 

"عند قدومه لإلقاء درسه الأول بالجامع الكبير بالمنشاه حيث يقع المسجد بمنطقة القيسارية التجارية وفور انتهاء الشيخ من إمامة صلاة المغرب فوجئ بخروج جميع المصلين واغلبهم من التجار وعدم بقائهم لحضور الدرس الأسبوعي ففاجأ الشيخ عكاشة رواد المسجد بمناداتهم وطلب إعطائه سيجارة فتوقف رواد المسجد ورجعوا ليعرفوا قصة هذا الشيخ العجيب الذى يطلب سيجارة داخل المسجد فعرفهم بنفسه وبدأ الحديث معهم ولم يشعروا إلا والمؤذن ينادي الى صلاة العشاء وقد أنهى الشيخ درسه ليصبح موعد الدرس الأسبوعي للشيخ عكاشة موعدا تتوقف فيه الأعمال التجارية ويلتزم الجميع بحضوره" .

وقد التف حول الشيخ طلاب العلم حيث كان فضيلته يقوم بإعطاء دروس مجانية لطلاب المسلمين فى المسجد الكبير بالمنشاه ليس فقط في العلوم الشرعية ولكن أيضا في العلوم الدنيوية كالرياضيات واللغة الإنجليزية. 


أيضا كان الشيخ يهتم كثيرا بإعطاء دروسه لأطفال المسلمين فكان دائما يلبي الدعوات الموجهة اليه من المدارس للقاء الأطفال والحديث معهم. 


وقد عرف عنه جرأته وانه لا يخشى فى الله لومة لائم فمازال محبيه يتذكرون حينما طلب من الشيخ ان يقدم خطابا في ندوة دينية يحضرها المحافظ ليدعم اتجاه الدولة في ذلك الوقت عن تحديد النسل والذي تبنته قرينة الرئيس السادات فوقف الشيخ عكاشة ليسرد الأسانيد التي يرددها شيوخ السلطان والتي تدعم ضرورة تحديد النسل وبعد ان انتهى من سردها يفاجئ الحضور بقوله ان هذه الأسانيد باطلة وان تحديد النسل حرام شرعا ويبدأ في تفنيد هذه الأسانيد وردها الى أصولها. 


امتاز الشيخ بحضور الذهن والارتجال فقد كان يصلى الجمعة بأحدي القرى في ذكرى المولد النبوي الشريف وقد أعد الشيخ خطبته لهذه المناسبة ولكن عند صعوده الى المنبر لاحظ وجود الأتربة عليه فمسحها بيده وحول خطبته للحديث عن النظافة في الإسلام وإعمار المساجد والعناية بها. 


كان للشيخ عكاشة مجلس علم بمدينة المنشاه بحضور فضيلة الشيخ صديق المنشاوي وفضيلة الشيخ أحمد السيد أبوتايب ويذكر ان توجه أحد السائلين الى الشيخ صديق المنشاوي ليسأله عن تفسير أيه من القران فرد الشيخ صديق " يسأل في هذا أهل العلم" وأشار الى الشيخ عكاشة والذى كان أصغرهم سنا. 


حاز الشيخ عكاشة على قلوب أهل العسيرات والمنشاة فقد كان الجميع فى وداعه إلى الحج فى عام 1980م وكذلك في استقباله عند العودة وعلى رأسهم فضيلة الشيخ صديق المنشاوي.

للاطلاع على سيرة الشيخ عكاشة: عبداللطيف أحمد راشد نصار كاملة وصور نادرة من حياته بالكتاب يرجى التواصل مع المؤلف  بالاتصال على هذا الرقم 01021269038

جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة ، ولا يحق لأى دار نشـــر او اى شخص ، طبع ونشر وتوزيع الماده  او نقلها الكترونيا الا بموافـقة كتابية وموثـقة من المـــؤرخ



مهندس وكاتب : احمد محمود الاعمرى المسعودي
مهندس وكاتب : احمد محمود الاعمرى المسعودي
مهندس وكاتب ومؤرخ عضو لجنة الاعلام باللجنة الفرعية لنقابة الاشراف بسوهاج 01021269038

تعليقات