ذكر لنا الرحالة الألماني كارستن نيبور الذي زار مصر عام 1174 هـ / 1761 م فى كتابه فى " رحلة الى مصر " عثمان بك أبوسيف صاحب هذا المقام فقال :عثمان بك تركى المولد من القسطنطينية و "أبوسيف" هي كنيته أى الذى برع فى استخدام السيف ، وكان من مماليك ابراهيم كتخدا القازدغلي الذى انتهت إليه رئاسة مصر وسيادتها وعمل فى خدمته ورقاه ثم رفعه أخيرا الى رتبة بك فى مصر ) .
عاش عثمان بك صاحب هذه التربة فترة فتن واضطرابات وقتل واغتيالات كان هو ذاته أحد أطرافها والمحرضين عليها.
وحدثنا عن ذلك الجبرتى فى عجائب الآثار فى التراجم والأخبار ( كان عثمان بك أبى سيف من جملة القاتلين لجماعة من كبار الأمراء عام 1160هـ / 1747م من بينهم على بك الدمياطى – صاحب السبيل بسكة النبوية بدرب سعادة – وخليل بك قطامش أمير الحج وكان ذلك بتدبير من الوالى العثمانى محمد باشا راغب ، واتفقوا على قتلهم بديوان قايتباى بالقلعة عند حضورهم لمقابلة الوالى بمقره الرسمى .
حظى بعدها عثمان بك أبوسيف برضى الوالى العثمانى محمد راغب باشا وأنعم عليه بالسنجقية وهى أحد أكبر الرتب التشريفية ويشار لحاملها بأمير اللوا عام 1160هـ / 1747م نظير خدماته وولاءه .
وكان أمراء اللوا هم حينئذ أهل الرأى والمشورة فى الأمور الجليلة يستشيرهم الوالى العثمانى فى الأمور الجليلة ويأخذ بمقولتهم وسداد ارائهم .
ومازال عثمان بك أبوسيف يتنعم برضى الوالى العثمانى وسلطانه بأسطنبول حتى أنعم عليه بحكم ولاية جرجا ليصير الشخص الثانى فى الأهمية والقوة والنفوذ والثراء بعد والى مصر ، فقد كانت جرجا حينئذ الولاية ذات المركز والثقل لأهميتها الأقتصادية ومركز التموين الأول للبلاد وبخاصة القمح .
جامع عثمان
يطل على شارع التكية بالواجهة الجنوبية الرئيسية والتى تشتمل على المدخل الرئيسي ويزين المدخل أشرطة كتابية و حليات معمارية و مقرنصات قالبيه شاع استخدامها فى العصرين المملوكي والعثماني كما تزين المدخل زخارف أخرى مثل الإطباق النجمية والأشكال الهندسية النجمية.
ويؤدى المدخل إلى منطقة فضاء بها واجهة شرقية للجامع يتوسطها مدخل يؤدى إلى المسجد من الداخل حيث نرى الصحن المكشوف فى الوسط والأروقة الأربعة التى تحيط به أكبر هذه الأروقة رواق القبلة الذى يتكون من ثلاثة بلاطات موازية لجدار القبلة بواسطة ثلاثة صفوف من الدعامات يرتكز عليها السقف الخشبي للجامع.
وبجدار القبلة ثلاثة محاريب أكبرها أوسطها تزينه حطات من المقرنصات وشريط كتابي محفور ومناطق بها زخارف هندسية وللمسجد منبر بسيط زخرف بأسلوب زخرفة المنابر فى العصرين المملوكي والعثماني وبه كرسي مصحف يقرأ القرآن عليه قبل صلاة الجمعة، وهو من الخشب المنفذ بطريقة التجميع ومزين بالتطعيم وله سياج من حشوات من الخشب الخرط.
ومن حينها ارتبط عثمان بك أبوسيف بجرجا وارتبطت جرجا به حتى صار يعرف بعثمان بيك أبوسيف الجرجاوى وبجرجا بك .
توفى فى الخامس من شهر شوال سنة 1166.
منقول
رجاء كتابة البيانات الصحيحة حتى يتسنى لنا نشر تعليقكم