بعد أن دخل إبراهيم باشا "ابن محمد علي باشا والي مصر" إلى جدة وتقلد واليا عليها ، ثم احتل طرابلس ، بلغه أن الدولة العثمانية قد جهزت جيشاً كبيراً بقيادة عثمان باشا اللبيب لتحرير طرابلس، فأرسل الكتب إلى حكام الأقضية والألوية محذراً من مغبة التعاون معه أو الإنضمام إليه . ومنها هذا الكتاب الذي يحذر فيه ابراهيم باشا متسلم مقاطعة صافيتا الشيخ صافي الصقر.
النص: ( فخر المشايخ المكرمين محسوبنا الشيخ صافي الصقر ملتزم مقاطعة صافيتا حالاً زيد قدره. بعد التحية والتسليم المنهي إليكم أنه بهذا الأثناء طرق مسامعنا وصول عثمان باشا(3) إلى اللاذقية عازم على الحظور إلى طرابلس فاقتضى أننا جردنا له بأنه يعود إلى المحل الذي حضر منه وحذرناه وأنذرناه من القدوم وأفهمناه أنه إن تقدم كما بزعمه فيكون افترا على نفسه وصار سببا لايقاد نايرة الحرب واهراق الدماء لأنه بحوله تعالى وقوته ننهض نحن بنفسنا مع عساكرنا الظافرة لمصادمته وتدميره فبناءً على ذلك أصدرنا لكم مرسومنا هذا للايقاظ والتنبيه فالمراد بوصوله واطلاعكم على مضمونه تكونوا ...على صدق الخدمة بحسن الارتباط مع افتخار الأماجد والأكارم متسلمنا بطرابلس حالاً السيد مصطفى آغا ، وإياكم ثم إياكم من الميل لطرف الباشا المومى إليه لأنه عند حلول ركابنا بتلك الأطراف، كل من يكون تحرك من محله ومال لجهة المومى إليه يندم، حيث لا ينفعه الندم فها قد حذرناكم وأنذرناكم وقد اعذر من أنذر والسلام . 1247هـ.
التوقيع: الحاج ابراهيم والي جدة وسر عسكر محروسة مصر .
.......................
(1)- ابراهيم باشا: ابن محمد علي باشا قائد الجيوش الغازية لبلاد الشام
(2)- الشيخ صافي الصقر: هو صافي الصقر بن الشيخ محفوظ .ذكره الأمير حيدر الشهابي في كتابه( الغرر الحسان) ص: (843) وهو صقر محفوظ ابن عمر الشيخ ضاهر حاكم منطقة صافيتا. كما أشار المعلم ابراهيم العورة في كتابه( تاريخ ولاية سليمان باشا العادل) ص: (269) الى الشيخ صقر محفوظ أحد القادة المعروفين في العهد العثماني.
(3)- عثمان باشا: هو عثمان باشا اللبيب قائد الجيوش العثمانية المكلف بمواجهة ابراهيم باشا حشد نحو عشرين الف مقاتل لرفع الحصار عن طرابلس فزحف يرمي اليها، وضم اليه كل من لقيهم في طريقه من جموع الاكراد والعرب.لكنه لم يفلح بتحرير المدينة.
ملاحظة: الوثيقة مكتوبة باللغة العربية
رجاء كتابة البيانات الصحيحة حتى يتسنى لنا نشر تعليقكم