الشاعرعبدالله الأنور أحمد السيد فوازولد في قرية العسيرات محافظة سوهاج وتوفي فيها قضى حياته كاملة في مصر.
حفظ القرآن الكريم في كتّاب القرية، ثم دخل مدرسة العسيرات الأولية، ثم عكف على تثقيف نفسه.
عمل بشركة النيل العامة لأتوبيس الوجه القبلي فرع سوهاج، وتدرج في الوظائف، حتى تولى رئاسة خزانة الفرع الرئيسي، ثم أحيل إلى التقاعد عام 1973، وعمل في تدريس القرآن الكريم والبحث في كتب الفقه.
كان أحد العلماء البارزين فى العسيرات ، كما عمل نائبًا للعمدة في قرية العسيرات.
الإنتاج الشعري:
- له ديوان مطبوع بعنوان: «جحيم الصبابة» - 2002، وله قصائد نشرت في مجلة «الهلال» - مصر، وأذيعت بعض قصائده في الإذاعة المصرية، وله خمسة دواوين مخطوطة لدى أسرته، قصائدها بلا عنوان.
شاعر مجدد، كتب القصيدة العمودية، التزم أوزانها وقوافيها وجدد في لغتها ومعانيها متأثرًا بمدرسة الإحياء، منتسبًا إلى تراث الشعر العربي من حيث جزالة اللغة وفصاحة البيان ومتانة البناء والتراكيب، وقصيدته تقوم على وحدة موضوعية، وموضوعاته تتوزع بين اهتمامات اجتماعية وسياسية وإنسانية ودينية، فيها لمحات وجدانية مؤثرة، ومعان موحية وخيال متوازن بين القديم والجديد، له قصيدة «شجن الحياة» ينعى فيها وفاة ابنه، مترعة بالألم وموسومة بصدق الشعور. يتردد في أثناء قصائده شعور حاد بفعل الزمن، فيما كتب عن الجدة الحانية، وثوب الجمال، ولولاك، ولقاء، وغيرها.
عناوين القصائد: ولربما أنسى. البيان والحسن .شجن الحياة. ثوب الجمال.
وفيما يلى بعض من اهم قصائد الشاعر
أب مكلوم ( * )
وكنت أود لو أغنى ودادى
بأن تمشى بنعشى للقبور
و تنفض من يديك تراب قبرى
و تجلس للمعزى والعزير
جميل تحت نعشك دمع عينى
إذا قبح البكاء من الكبــير
يقول جارى مالى
أرى دموعك تجــــــــرى
إذا مررت بقبر
مزجت دـــــــمعا بنحر
فقلت جارى رحماً
مشهور فى كل قـــــبر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• في رثاء ابنه الشاب الشاعر الدكتور مشهور فواز، وقد لحق به بعد وفاته بستة اشهر فى يناير 2003 م .
غرور الحياة
يباغتني الصباح وقد
أغيض عبرتي لما ادَّكرت
يقول لقد كبرت و كيف تبكي
و مالي إن بكيت و قد كبرت
إذا ذكر الفتى أهلا تولوا
بكى من حيث لا كبر و سمت
و لو أني استطعت أكف دمعا
هريق لذكر من رحلوا كففت
و ما بي حسرة تجتث دمعي
و لا في ذاك عيبٌ إن حسرت
و لكن أصدقاء مضوا إذا ما
ذكرت جميل صنعهمُ بكيت
و لو قلت استمد العيش منهم
نضارة صفحتيه لما عدوت
ألاك أحس بعدهمُ بأني
و إن أصبحت في الأحياء ميت
فتباً للحياة و ليت أني
و قد كانت غروراً ما اغتررت
اللحظة الأخيرة
أوحش الأهل و الحمى والخليلا
و تولى من كان للفضل غيلا
سائلوا الدار بعده كيف أمست
و سلوا العيش كيف عاد وبيلا
صاح لا يخدعنك للدهر بشر
إن للدهر سنة لن تحولا
فإذا افترّ ثغره لك يوما
أعقبتك الأيام حزنا طويلا
و إذا جاد ساعة ضن أخرى
إنه لقب الجواد البخيلا
ما لقومي نفوسهم تتلظى
حسرة أو تكاد تفضي ذهولا
ما لأجفانهم تكاتم عيني
عبرات أبين إلا نزولا
أي كثر فقدتم أي دمع
تستحثونه مهينا ذليلا
نبأ ما استوى على الحق حتى
ودع الصبر و العزاء الجميلا
وكأن الرجال في يوم عصف
ينشدون الرجاء و المأمولا
يمقتون الحياة و العاشقيها
ويذُّمون وصلها المستحيلا
وكأن النساء كل له أم
وكل منهن بات ثكولا
يتبرجن بالوجوه اللواتي
ما رأتها الشموس إلا قليلا
لا تلمهن في الجليل من الحزن
فقد صار خطبهن جليلا
خرج النعش بالرزانة يمشي
بين دمع ما اعتاد يوما مسيلا
يتهادى و يدفع الجمع دفعا
و يشق التسليم و التقبيلا
بين باك و بين آخر يطوي
وجعاً بين جانبيه دخيلا
يا سرير المنون ويك أجبني
ما رأيناك للبدور حمولا
درة ما حملت أم هبة أم
عظة أم حملت فضلا جزيلا
أيها الموكب المقل لإسماعيل
رحماك قف جزيت جميلا
لم أقف راثيا فلما دهتني
علمتني وفاته أن أقولا
قف نر اللحظة الأخيرة منه
أو نسله إن اعتزمت الرحيلا
عن عمل كل عبء و قمنا
نحمل الرزء فادحا و ثقيلا
ما رأى الناس قبل يومك مما
مر من فادح الخطوب مثيلا
قد-لعمري- ذهبت جم الأماني
و طرحت الشباب غضا جميلا
و نفضت الأكف من وطر العيش
و لما تنل من العيش سولا
ذاك ود الحياة لم يك إلا
حلما كاذبا و لحظا ختولا
عشت فينا ما عشت لم نر إلا
الخلق السمح صاحبا و خليلا
ما في المكارم إلا
كنت أسمى هوى و أزكى ميولا
آنس الناس مجلسا و أعف الناس
نفسا و أطيب الناس قيلا
عشت لم ترم بالضغينة حتى
أودعوك التراب عضبا صقيلا
إن تولت أولاد حمزة تحثو
فوقها الترب أو تشق الذيولا
وقضت نحبها عليك انتحابا
فلقد ودعت فتاها النبيلا
أكذوبة إبريل
جاءوا ثمانية يميلهم الطوى
و يقيمهم أمل لدي جميل
يغشاهم مثل السقام فبعضهم
يومي و بعضهم يعي فيقول
لم أدر أن الجوع قبل لقائهم
عبء تعانيه الجسوم ثقيل
أهلا و سهلا قد نزلتم منزلا
هو بابن مامة منزل مأهول
فتدافعوا هذا يضيق بجسمه
باب الضيوف و ذاك عنه طويل
حتى إذا أخذوا أماكنهم رموا
شخصي بطرف العين وهو كليل
قالوا الطعام فقلت ويح بطونكم
أما الطعام فما إليه سبيل
أيسوقكم وعد إلي محبب
و يغيب عنكم أنه إبريل
الكذب يبغض في سواه و يجتوي
و الكذب فيه محبب مقبول
ما قلتها حتى رأيت وجوههم
في العين تقصر تارة و يطول
و كأنها و قد استبد غضونها
بغتت بما هو مودع مجهول
و كأنني خزيان جئت بفعلة
نكراء يعظم قبحها و يهول
فعلمت أن الكذب أبعد غاية
من أن يحسن وجهه تجميل
و حلفت صدقا لا يراني بعدها
متكذبا حتى الممات خليل
ضيف العسيرات
لكل مكان منك بشر ورونق
و كل جبين في طريقك مشرق
و في كل عين حين أقبلت غرة
و في كل قلب منية تتحقق
رميت بطرف في رحاب نزلته
فلم ار إلا أوجها تتطلق
تفيض بسماحاً وائتلافا كأنها
سنا الشمس أو منها سنا الشمس يشرق
و فوقت لحظي فيك و هو مصدق
إذا ما نبا بالطرف لحظ مصدق
فما أبصرت عيناي قبلك جامعا
من المجد و العلياء ما يتفرق
إذا هجع الأقوام عن طلب العلا
عداه عن هم مؤرق
و إن حزب الأمر انبرى و انبرى له
برأي هو الرأي الحكيم الموفق
فما هي إلا جولة بعد جولة
إذ الخطب يجلي و الظلا م يمزق
مساعيك تجريها المقادير غضة
يقصر عنها البرق إذ يتألق
مساع أمدتها الأناة فأصبحت
مشاعيل إلا أنها ليس تحرق
و حكمك مبسوط الجناحين ضاحك
الأساريرفتيان الشماريخ مورق
أحاطك فاروق بعطفي عناية
و كل رداء غير هذين يخلق
فصرت إلى كل القلوب محببا
كـأنك من نبض القلوب مخلق
مليك له في حلبة المجد سابق
و قلب له بالراشدين تعلق
ألا في سبيل الله ما يبتغي و ما
يحب و ما يهوى و ما يتعشق
سبقت إلا إرضاء مصر رجالها
و أنت إلى إرضاء ذي العرش اسبق
قصدت المصلى في وقار و خشية
عليك جلال لا يحاكي و رونق
فما إن فتحت الباب حتى تهللت
و أضحت نواحيه بعرفك تعبق
رجاء كتابة البيانات الصحيحة حتى يتسنى لنا نشر تعليقكم